الأستاذ يوسف ايشو في حوار مع الفنان حميد ايثري حول مستقبل الفنان الأمازيغي والذي وصفه بالمجهول

متابعة// محمد بوفدام
حوار // ذ.يوسف إيشو
مجموعة الأستاذ الفنان حميد إيثري الأمازيغية بمدينة الريش الجنوب الشرقي للمغرب، هي ثلة من الشباب العاشق للموسيقى الأمازيغية. مجموعة واعدة استطاعت في ظرف زمني وجيز أن تلفت إليها الآذان العاشقة للفن والتراث الأمازيغي العريق.
أبدع وقدم شارك ونجم في العديد من الأمسيات والتظاهرات الفنية، كل الألسن الأمازيغية تعرفه، تألفه، تحبه. أربع ألبومات أنتجها من ماله الخاص، جل أغانيها راقية تروي موضوع منعزل عن الآخر، علما أن جلها من كلمات ولحن وأداء الفنان إيثري.
‘ إيثري‘ بالأمازيغية، يعني النجم، وقد اختار لجموعته هذا الإسم لما له من دلالات. فالنجم هو جسم فلكي كروي من البلازما ضخم ولامع ومتماسك بفعل الجاذبية، وأستاذنا حميد نجم أيضا فوق الأرض يستمد لمعانه من الثقافة الأمازيغية المتولدة فيه، حيث تلتحم الكلمات مع بعضها البعض لتنتج أغنية أمازيغية تزهق لحنا نحو مسامع عاشقي المجموعة.
يقول إيثري: صراحة ومهما كان أنا مازلت لا أعتبر نفسي فنانا، ولكن أتسلق السلم رويدا رويدا، أحاول أن أساهم قدر المستطاع إلى جانب أصدقائي في إنتاج فن راق وهادف، وأن أساهم في تنمية منطقتي على الأقل فنيا. حيث كانت بدايتي قد انطلقت من قريتي ‘الريش’ الجنوب الشرقي للمغرب، ميولي للأغنية الأمازيغية ولد منذ مرحلة الطفولة، لكني لم أنطلق بشكل رسمي حتى سنة 2010، حبا في هوايتي ورغبة مني لإعادة الإعتبار للفن وللثقافة الأمازيغية، ثم المرأة الأمازيغية التي تقاوم عناصر الطبيعة، تربي الأجيال وتحافظ على الثقافة والهوية.
يقول إيثري شاركت في عدة مهرجانات و تظاهرات محلية وجهوية و وطنية منها : مهرجان سيدي احماد أولمغني باميلشيل- مهرجان ملتقى القبائل بمدينة الريش- مهرجان أدرار ببولمان- مهرجان عرض الازياء بتازة – مهرجان الوطني للتفاح بمدينة ميدلت – مهرجان القصبات بالنقوب اقليم زاگورة- مهرجان زعفران بصاغرو اقليم تينغير – مهرجان الثقافة و الفن بتيط نعلي گرامة الريش- مهرحان رويشة بالخميسات- مهرجان الاعالي باميلشيل الريش- الاحتفال بالسنة للامازيغية 2969/2970 /2971 بتينغير جمعية أسامر للفنون والإبداع- الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2969 بمكناس جمعية البروج ن سوس – الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2968 بالدار البيضاء… و اللائحة طويلة
على مستوى الاذاعات منها الجهوية و الوطنية و الدولية : الاذاعة الامازيغية التابعة للشركة الوطنية و التلفزة – اذاعة صوت ورزازات – الاذاعة الجهوية مكناس- الاذاعة الوطنية…و مجموعات من الاستجوابات على مستوى الصحافة بكل أنماطها منها السمعية و المرئية و المكتوبة.
رغم كوني من مدينة الريش-الجنوب الشرقي، فإن الفن بهذا الأخير متنوع و أنماط متعددة حيث يشكل” فن أحيدوس” الركيزة الأساسية للأنماط الأخرى على سبيل الحصر لا على سبيل المثال : الوترة و الكمان و تعواديت و الشعر و…..
إلا أن نمط القيثارة مستمدة من الخارج و أغلب المجموعات الشبابية في أسامر تؤدي هذا النمط و حتى في ألحانها، لا يمكن أن القول بأن الذين يؤدون أغانيهم بآلة الوترة أو الكمان فهم لا يغنون أغاني ملتزمة، فجل المواضيع التي يتناولها الفنان فهي أغاني عبارة عن رسائل مقتبسة من المحيط ويتحدث عنها، مثلا : السياسية والاقتصاد و الحياة و الموت والمرأة و الطفل و الحب و…. و… و أقول أنه ليس من لا يغني بالقيثارة ليس بفنان ملتزم؟ فالعكس صحيح.الأستاذ حميد ايثري له حياة والحياة بالنسبة له تحتاج إلى التضحية و الإرادة و الأمل، جمعت بين موهبتي الفنية ومهنتي لكوني أشتغل في منظومة التدريس التي يجب على كل معلم/أو أستاذ أن يبلغ رسالته التربوية بأمانة وبضمير
أما الفن فهو هوايتي و هو جزء من الثقافة و الثقافة جزء من الهوية والهوية أشمل لا يمكن ان انسلخ منها أبدا. لدى فإنني أختار الأوقات المناسبة للحضور في بعض الأنشطة الفنية كالعطل أو يوم نهاية الأسبوع “الأحد”.
فيما يخص مستقبل الاغنية الامازيغية فلها مستقبل زاهر وذلك راجع إلى وجود فنانين لهم تجربة فريدة بالميدان و المجال لأن الفن يحتاج لفنانين مثقفين من ناحية الفن و الثقافة و الفكر من ناحية ثانية و الوعي بما يحوف بالمجال، لان كل مجال و له سلبياته و ايجابياته، و ما نسعى إليه هو محاربة المتطفلين و المذمرين للفن الأمازيغي ، لأن الفن رسالة والرسالة يخصها الضمير و الأخلاق و التربية.
أستمد أشعاري من المحيط الذي أعيش فيه ويحدث أحيانا عندما أبدع لحنا لا أعرف له مصدرا، يأتي هكذا كالإلهام والجديد هو أنني في طور إنتاج ألبوم رقم 4 أمازيغي 100٪ يتضمن 5 أغاني، و في مواضيع مختلفة، لأن أي فنان فنان لابد أن يتخذ البحث و الإبداع والأخلاق و التربية و السمو و الأمل و الإرادة شعارا رغم عراقيل عدة لكننا نتحداها بحزم، من بينها نظرة المجتمع نحو الفن بصفة عامة، الأمازيغي خاصة فهو طابو من الطابوهات، من بينها المحيط العام الذي لا يشجع المبدعين فليست هناك بنية تحتية بالجنوب الشرقي، غياب دور للشباب ومعاهد موسيقى. أما مدراء المهرجانات المحلية فيطلبون منا المشاركة مجانا في الوقت الذي يدفعون فيه الملايين لفناني الرباط و الدار البيضاء. بالإضافة إلى غياب التغطية الإعلامية لأعمالنا، فلحد الساعة لم تعرض لي أي أغنية أو روبورتاج في القناة الأولى والثانية. وهذا راجع إلى سياسة التهميش التي تعاني منها منطقة الجنوب الشرقي بصفة خاصة، من وجهة نظري فالدفع بعجلة تغيير الوضع رهين بنا. رهين بتربية الناشئة وتكوينها على القيم الأمازيغية، والبحث عن أساليب جديدة للعمل، رهين بتقييم المرحلة و تصحيح الأخطاء بغية إعداد أجيال جديدة تستطيع أن تغير الوضع لصالح الأمازيغية و الإنسان الأمازيغي.
مهما كان ومهما يكون فأنا ولله الحمد جد متفائل بخصوص المستقبل الزاهر للساحة الأمازيغية، وكما قيل من قبل الفن الأمازيغي نحو الرقي شريطة إذا جلس كل الفاعلين الأمازيغ على طاولة التحاور لتجاوز الاختلافات الشخصية و المنهجية و التنظيمية. والوقوف وقفة لا مثيل لها لأن المشوار طويل وثقافتنا الأمازيغية تنتظر من أبنائها أن يعملوا جاهدين بكل ثقة وعزيمة لأجل ضمان سيرورتها.